عنف معماري: مرويّات الاسرى الفلسطينين

video thumb
الفراغ والذاكرة والجسد

مقدمة عامة

يقوم الاحتلال الإسرائيلي بممارساته اللاإنسانية بحق الأسرى الفلسطينيين، ولا يقتصر ذلك بالاعتداء الجسدي على الأسرى بل يتعداه إلى التضييق النفسي والتأثير السلبي على صحة الأسير من خلال تصميم المكان، وما ينطبع في ذاكرته عن ذلك المكان، فكل تفصيلة في المكان مصممة لتزعج الأسير وتؤذيه، ومن هنا يحاول هذا البحث دراسة علاقة المكان وذاكرة الأسير بالتغييرات الصحية للأسير التي مر فيها خلال تواجده في تحقيق المسكوبية، تم اختيار تحقيق المسكوبية لشهرته بين مراكز التحقيق المختلفة، وتوفر القصص الموجودة عنه، حيث قام فريق البحث بمقابلات مع عدد من الأسرى الذين دخلوا هذا التحقيق من فترة ليست ببعيدة، وتم التركيز على قصة الأسير س وذلك لكون فتره اعتقاله طويلة نسبيا حيث تقارب الشهر ومر بمعظم تجارب الاعتقال. يقسم هذا البحث إلى أربعة فصول، تتحدث المقدمة عن قصة اعتقال الأسير ودخوله إلى تحقيق المسكوبية وتوضيح الفراغات العامة لمركز التحقيق، أما الفصل الثاني فهو خط زمني يقوم بتوضيح رحلة الأسير المكانية داخل مركز التحقيق، أما الفصل الثالث فيقوم بتوضيح تفاصيل هذه الفراغات وتكوينها المعماري الذي يقودنا إلى الفصل الرابع لنرى تأثير هذه الفراغات وانعكاسها على صحة الأسير الجسدية.

انقر على الصورة لتكبيرها

نبذة عن المسكوبية

يقع مركز تحقيق المسكوبية في القدس، ويعد هذا المركز من أهم مراكز التحقيق التابعة للاحتلال الاسرائيلي، يحتوي مركز التحقيق على مدخلين، أحدهما للأسرى والآخر للطرف الاسرائيلي من موظفين ومسؤولين، أما بالنسبة لمدخل الأسرى فإنه يحتوي على منطقة استقبال التي يتم فيها تفتيش الأسرى بالإضافة إلى العيادة الصحية و غرفة الزيارة، وغرفة انتظار لأخذ الأسرى إلى المحكمة، يحتوي مركز التحقيق على كثير من الممرات التي من شأنها تشتيت انتباه الأسير وفقدانه للذاكرة المكانية، لتنتهي به هذه الممرات إلى الزنازين الانفرادية والجماعية وغرف التحقيق.

انقر على الصورة لتكبيرها

قصة اعتقال الأسير

قام الاحتلال باعتقال الأسير س من منزله ولم ينقله إلى مركز المسكوبية مباشرة، بل تم نقله إلى معسكر بيت إيل ثم إلى سجن عوفر وبعد ذلك ليصل إلى مركز المسكوبية، هذه السياسة متبعة من قبل الاحتلال للتأثير على نفسية الأسير منذ لحظة اعتقاله، عند وصول الأسير س إلى المركز تم تفتيشه و أخذ المعلومات الصحية للأسير في العيادة، لينقل بعدها إلى الزنازين الانفرادية التي تعرف بزنازين أربعة .
اقتباسات:
- “اعتقلوني من المنزل ونقلوني على معسكر بيت وبعدها نقلوني على سجن عوفر وبالاخر نقلوني على المسكوبية , هذه الاجراءات من وسائل الضغط على الأسير مشان يشعر الأسير بالتشتت وتضعف عزيمته من اول يوم اعتقال”
-“ اول ما دخلت على المسكوبية من الشارع كان عبارة عن فراغ صغير بالعرض وبالارتفاع , شعرت في هذا الفراغ لأول مرة اني مش حر وشعرت بالاحباط ”
-“دخلوني على العيادة وسالوني اسئلة روتينية عن حالتي الصحية واذا معي أمراض مزمنة او أمراض نفسية ووقعت على الورقة”
-“ دخلت اول زنزانة كنت تعبان نمت عطول ، بعد نص ساعة تقريبا فتح السهير باب الزنزانة وصحاني من النوم واخذني على غرفة التحقيق”
-“جلسة التحقيق الاولى كانت في فترة قصيرة حوالي نصف ساعة , كانت عبارة عن معلومات بشكل عام , بعد نصف ساعة رجعوني على الزنزانة
-“جلسة التحقيق الثانية كانت 6 ساعات متواصلة, 6 ساعات وانا قاعد عالكرسي وايدي مكلبشة ورا ظهري, طول فترة التحقيق كان سبب اني اشعر باحباط شديد وضغط نفسي ”
-“ بعد فترة التحقيق اللي استمرت 3 ايام نقلوني على زنزانة ثانية بنفس التكوين الفراغي والابعاد ، هدفهم من نقل الأسرى لعدة زنازين هو ان الأسير ما يتعود على مكان معين ويشعر بعدم الاستقرار ”
-“ اليوم الثاني في الزنزانة الثانية دخلوا عندي عالزنزانة شخص , في البداية كنت متأكد ان هذا أسير بس مع مرور الوقت عرفت ان هذا شخص تابع لادارة المسكوبية - بحكوله العصفور - من خلال اسئلته وكلامه”

انقر على الصورة لتكبيرها

الخط الزمني لرحلة الأسير

الزمن هو حجر الأساس الذي اعتمد عليه الباحثون في هذه الدراسة، وهذا لكونه مهما في ربط أحداث ومجريات هذه الرحلة مع ذاكرة الأسير الزمانية والمكانية، حيث يوضح هذا الخط الزمني قصة انتقال الأسير بين فراغات المسكوبية وما تعرض له من انتهاكات في هذه الفراغات، من خلال توضيح تاريخ ووقت كل حدث مر به الأسير س خلال فترة اعتقاله.

انقر على الصورة لتكبيرها

الزنزانة الانفرادية:

يوضح هذا الفيديو القصير التكوين الفراغي للزنزانة الانفرادية وأهم عناصرها مثل باب الزنزانة ونظام التهوية والإضاءة المستخدمة في الزنزانة.
اقتباسات:
"قبل ما أدخل على الزنزانة كان يفتح الباب الموجود في الممر، وبعدها يفتح باب الزنزانة ويدخلني عليها."
"الفتحة كانت صغيرة، حتى مرة حدا من السجن كان معاه ابريق شاي أعطاني كاسة بس ما دخلت من الفتحة بس لما ميّلناها دخلت الكاسة، وصبلي شاي"
الفتحة اللي في الباب دايما مسكرة ما كانت تنفتح إللا وقت العدد أو لما بدهم يحكولي إنهم بدهم ينقلوني للمحكمة أو التحقيق أو لزنزانة تانية"

انقر على الصورة لتكبيرها
انقر على الصورة لتكبيرها

الزنزانة الجماعية

يوضح هذا الفيديو القصير التكوين الفراغي للزنزانة الجماعية وأهم عناصرها مثل البورش( سرير الأسير) والحمام ونظام التهوية والإضاءة .
اقتباسات:
"لما كنت أمد رجلي، كاحلي كان دايما طالع من البورش"
"ما كان في مخدات، أكبر حلمك إنك تنام على مخدة. ولما بدي أنام كنت أبعد راسي شوي عن الحيط لإنه كان خشن كثير"
"باب الحمام كان دايما مفتوح"
عرض الحمام كان تقريبا عل عرض الشخص، يا دوب يقدر يتحرك فيه، والدوش كان بس عبارة عن ماسورة طالعة من الحيط"

انقر على الصورة لتكبيرها
انقر على الصورة لتكبيرها

غرفة التحقيق

يوضح هذا الفيديو القصير التكوين الفراغي لغرفة التحقيق وأهم عناصرها مثل كرسي التحقيق المستخدم لاستجواب الأسرى.
اقتياسات:
" كان في طاولة غير طاولة المحقق، كان عليها جهاز كمبيوتر بس ما كان حدا يستخدمه"
" الغرفة دهانها عادي، كلها أبيض ما عدا الحيطة اللي قبالي كان لونها أزرق، ومعلق عليها صورة"
" في على الزاوية كرسي كبير نوعية منيحة وفخمة ولونه أصفر، وفوقه لوح برسمو عليه"
الاقتباسات التالية لكرسي التحقيق:
" كلبشات حديد بتكون مثبتة في الكرسي من ورا، طول فترة التحقيق وأنا مكلبش"
"طبعا الكرسي أرضيته وظهره خشب، ورجلينه حديد"
"الكرسي بكون مثبت في الأرض"

انقر على الصورة لتكبيرها
انقر على الصورة لتكبيرها

الانتهاكات الجسدية للأسير

إن تركيز هذا البحث قائم على ربط الفراغات وتصميمها التي يتستخدمها الاحتلال في مركز التحقيق مع سياسة الاحتلال في التأثير على الأسير وصحته الجسدية، حيث يقوم على دراسة علاقة الإضاءة والتهوية ومساحة الزنازين والأثاث المستخدم في الزنزانة والحصص الغذائية اليومية وكيفية تأثيرها على جسد الأسير والمضاعفات الصحية التي رافقته في هذه الرحلة مع مرور الزمن.
اقتباسات:
“بشغلو المكيف في الشتا وبطفو بالصيف”
“اصبعك ما بتقدر تشوفه بالعتمة”
"خسرت 13 كيلو خلال ال 25 يوم"

انقر على الصورة لتكبيرها


ملفات المشروع