عنف معماري: مرويّات الاسرى الفلسطينين

video thumb
كانت المرآة تُستخدَم كأداة مراقبة، وتمكِّن الأسرى من معرفة ما يجري في الخارج

مقدّمة

هذا المشروع هو حول قيام وحدة متسادا -وهي وحدة قمع السجون التي تحمل الأسلحة، والغاز، والرصاص المطّاطي والرصاص الحيّ- باقتحام القسم 15 في سجن عوفر يوم 20/1/2019، وعلاقة الأمر بمرآة صغيرة. يقوم المشروع بتحليل الأحداث المرتبطة بهذا اليوم وتفسيرها لتوضيح الانتهاكات ضدّ حقوق الإنسان وحقوق السجناء، وبخاصة فيما يتعلّق بذلك الحدث. وقد تمَّ ذلك ضمن مراحل عدَّة، بدءاً بإجراء المقابلات مع الأسرى الذين شهدوا ذلك الحدث. ولمساعدتهم على التذكّر، تمّ بناء مجسّم ثلاثي الأبعاد للقسم 15 من سجن عوفر، حيث قام عدد من الأسرى بوصف ما حدث، وتحديداً في الزنزانة رقم 5.

أدّى هذا الهجوم إلى ضرر ضخم، وتسبّب في عدد من الإصابات، حيث جرى تحويل بعض الأسرى إلى المستشفيات.

حول المرآة

تمّ طرح أسئلة عدّة على الأسرى حول سبب الهجوم على تلك الغرفة. وكان الجواب أنَّ المرآة هي سبب الهجوم. فقد كانت المرآة تُستخدَم كأداة مراقبة، وتمكِّن الأسرى من معرفة ما يجري في الخارج. في ذلك اليوم، تمّ إدخال مرآة في فتحة في باب الزنزانة، وتمكّن أحد الأسرى من مشاهدة ما يجري خارج الزنزانة من خلالها. وبمجرّد أن قام بإزالتها من الباب، انعكس من خلالها الضوء على جنود وحدة متسادا الذين اعتقدوا أنَّ بحوزة الأسرى هاتفاً، لذا قاموا بمهاجمة الأسرى في تلك الزنزانة.

كيف حصل الأسرى على المرآة؟
حصلوا على المرآة من الكانتين، ثمّ قاموا بتكسيرها إلى قطَع وإضافة عصا أو قشّة لها في الخلف.

في المحكمة

تمّ توقيف محمود العملة لمدّة يومين فقط بعد مهاجمته. قام محامي العملة بتصويره بعد الهجوم، ما صعق المشاهدين. كان يعاني من كسر وجرح عميق في محجر العين اليسرى، وجروح في كلّ أنحاء جسده، وبخاصّة في الوجه، وهو مؤشّر على أنَّ الجنود كانوا ينوون إتلاف عينيه باستخدام قضيب معدني.

في بداية الجلسة، طلب المحامي تصوير الأسير من أجل تقديم شكوى حول العنف. وسمح القاضي بذلك شريطة ألاّ يتمّ نشر الصور، ولكن تمّ نشر الصور في مواقع التواصل الاجتماعي. ونتيجة لذلك، قرّر قائد سجن عوفر والمحكمة العسكرية منع المحامين من إحضار هواتفهم إلى المحكمة.



ملفات المشروع